إدارة مراكز مصادر التعلم

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العلمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وبعد :

على الرغم من الدور المهم الذي أدته المكتبات المدرسية بأنواعها المختلفة وعبر تاريخها الطويل في دعم العملية التربوية بشكل عام والمناهج المدرسية بشكل خاص إلا أنها اعتمدت ولفترة طويلة جدا، على الأوعية التقليدية للتعلم والمعلومات وبخاصة الكتب وغيرها من المطبوعات. وكانت محاولات تطويرها وإخراجها من هذا الإطار تواجه بكثير من الصعوبات الإدارية والمالية التي تواجه المؤسسة التربوية.
وحتى عندما نمت المكتبة المدرسية فإن نموها كان تراكمياً وليس تكاملياً ولم تؤدِ دوراً ايجابيا في إدخال المصادر والنظم والتكنولوجيا التربوية الحديث مما حال دون استخدامها من قبل الطلبة والمعلمين. كذلك فقد أغفلت المكتبة المدرسية في صورتها التقليدية أهم عنصر في العملية التعليمية وهو المتعلم. وقد تطورت العملية التربوية في الفترة الأخيرة وظهرت أفكار ونظريات وأساليب حديثة في مجال التعليم والتعلم، تؤكد آن أفضل أنواع التعليم هو الذي يتم عن طريق الخبرة وخلق الرغبة والدافعية لدى المتعلم في البحث عن المعلومات بنفسه ومن مصادرها المتعددة.
 وكان على المكتبة المدرسية آن تتطور لتواكب هذه التغيرات في النظريات التربوية الحديثة، ولتواكب هذه التكنولوجيا التي دخلت المؤسسة التربوية بسرعة وقوة، فظهرت فكرة تطوير المكتبات المدرسية إلى مراكز مصادر التعلم. وهذه المراكز على الرغم من حداثتها فهي وليدة القرن العشرين، إلا آن جذورها أقدم من ذلك بكثير.. إن التطورات التربوية والتكنولوجية المتلاحقة والمتسارعة في هذا القرن، والمشكلات الكثيرة التي بدأت تواجه العملية التعليمية والتعليمية أدت إلى ظهور أطراف عدة تنادي بضرورة إنشاء مراكز مصادر التعلم لتواكب هذه التطورات والارتقاء بعملية التعليم وتحسينها من أجل خلق متعلم قادر على مواجهة المواقف والمشكلات المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة لها بطرق علمية صحيحة تعتمد على مصادر جديدة ومتعددة للمعلومات.
هناك ثلاثة أنماط لتنظيم مركز مصادر التعلم وهي:

مركز المصادر ذو النظام المركزي:

 وهذا النوع من المراكز يعمل على أنه الإمكانية الوحيدة ضمن المنطقة والمسئول عن اقتناء المواد التعليمية وفهرستها وخزنها، وفي العادة فإن هذه الإمكانية تكون في متناول المعلمين وليس الطلاب ومن الواضح أن قيمة هذه المراكز ترتبط بفعالية خطة التوزيع التي تتبعها، وان مواد كالأفلام المتحركة والثابتة والشرائح تكون قيمتها ضئيلة بالنسبة للمعلمين إن وصلتهم متأخرة، لأن قيمتها الحقيقية نابعة من كونها متكاملة مع درس معين في وقت محدد. إن المركز ذا النظام المركزي عامة هو أقل الأنواع تكلفة، لأنه لا يتطلب مضاعفة في المكان أو التجهيزات والموظفين ومع أن هذا المركز غير مكلف نسبيا وفعال إلا آن صعوبة أدارته تتزايد كلما توسع النظام المدرسي.

مركز مصادر التعلم ذو النظام اللامركزية:

 وهذا المركز يعمل على أساس انه إمكانية مستقلة ضمن بناء مدرسة معينة وهو المسول عن اقتناء المواد التعليمية وفهرستها وتخزينها. وبصورة عامة فإن استخدام مثل هذا المركز يكون في متناول يد الطلاب والمعلمين وهو مصمم ليلبي حاجات المدرسة الواحدة التي يقع فيها.



مركز مصادر التعلم المنسق  :

وهو نظام يحوي شبكة من المراكز المدرسية المربوطة بمركز مصادر تعلم مركزي، ويعد تطوراً طبيعياً في أي منطقة تعليمية حيث تحتل التربية المقام الأول عند التخطيط. وفي النظام التنسيقي فإن كل مدرسة تطور مركزها الخاص بها بحيث يتم تزويد هذا المركز من قبل مركز المنطقة الذي يوفر تجهيزات وخدمات إضافية .
























إدارة مراكز مصادر التعلم و المكتبات المدرسية:

ويهدف إلى تطوير أساليب التعلم والتعليم وتوظيف المصادر التعليمية المتاحة لخدمة الأهداف المقررة،
وتقديم الدعم الفني الميداني لمراكز التقنيات التربوية وتوجيهها لتحقيق أهدافها التعليمية.

و يمكن تحقيق ذلك بإتباع الاستراتيجيات التالية :

·      توفير الدعم الفني لمراكز التقنيات التربوية في الميدان في كل ماله صلة بمصادر التعلم والتعليم.

·      المشاركة في عمليات فحص مصادر التعلم والتعليم المقترحة للاقتناء من قبل مراكز التقنيات التربوية وفقًا لمعايير الجودة المعتمدة والتوصية بتوفرها للمدارس.
متابعة عمليات الاستفادة من الأجهزة والمعدات والمرافق التعليمية بكفاءة و فاعلية بالتنسيق مع الإدارات المعنية.

·      إعداد دليل بالمواد التعليمية والتقليدية والرقمية وإرشادات استخدامها وتدريب العاملين في مراكز مصادر التعلم والتعليم على أساليب استخدامها في المراحل الدراسية المختلفة ومتابعة تحديثها دوريًا.
·      المشاركة في تطوير آليات مصادر التعلم والتعليم ووضع الخطط اللازمة لتطوير المكتبات المدرسية إلى مراكز المصادر التعلم والتعليم بالتنسيق مع مراكز التقنيات التربوية.

·      قياس أثر برامج التأهيل و إعادة التأهيل للفئات والشرائح الوظيفية العاملة في مراكز مصادر التعلم والتعليم على مستويات الأداء واقتراح التعديلات الملائمة عليها بما يكفل تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية .





















السياسة المتبعة في إدارة مركز مصادر التعلم يمكن استنباطها من مجموع المهام التي يكلف بها أمين مراكز مصادر التعلم وهي كالتالي:  
أولاً :
( المهام الإدارية  (
 1- تطبيق ما يرد من الجهات المختصة من لوائح وأنظمة وتوجيهات خاصة بمركز مصادر التعلم
2- التنسيق مع لجنة مركز مصادر التعلم في وضع الخطط الفصلية والسنوية التي تؤدي إلى تحقيق أهداف المركز، وتقديمها إلى مدير المدرسة لاعتمادها. 3- التشاور مع الهيئة التعليمية في المدرسة لاقتراح ما يحتاجه المركز من مصادر التعلم بأنواعها التي تخدم المنهج الدراسي، والاحتياجات التربوية والتعليمية في المدرسة، وما يتطلبه ذلك من تجهيزات ضرورية، وكل ما يساعد على تحقيق أهداف المركز، والعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على توفيره ومتابعة إجراءات تأمينه والحصول عليه.4- تعريف المعلمين والطلاب بما يصل إلى المركز من مصادر تعلم جديدة ) الإحاطة الجارية ).5- استلام مصادر التعلم وتسجيلها بالطرق النظامية الخاصة بها. 6- ختم مصادر التعلم بختم ملكية المدرسة وختم التسجيل وكتابة الرقم العام(رقم الورود ، أو الرقم التسلسلي في سجل العهدة أو برنامج اليسير ) على كل مصدر. 7- تسجيل مصادر التعلم التي يتم خصمها من (سجل العهدة) وذلك عندما تسحب بمذكرات رسمية، أو بموجب محاضر معتمدة من لجنة مركز مصادر التعلم تفيد التلف أو الفقد، أو الإرجاع أو نقل الأصناف إلى جهة أخرى. 8-الاهتمام بالدوريات (صحف أو مجلات) وتسجيل وصولها في السجل الخاص بها أولاً بأول، ومتابعة المتأخر وصوله منها، والعمل على الحصول على الأعداد الناقصة لإكمال مجموعة المركز.
9-إحصاء نشاطات المركز أو المكتبة وذلك بتدوين المعلومات الخاصة بذلك في السجل المخصص لهذا الغرض وإعداد تقرير شهري عن النشاط في المركز، وإرساله إلى إدارة مركز التقنيات التربوية . 10- إعداد جدول لتنظيم زيارة فصول المدرسة للمركز على أن تعد هذه المواعيد للزيارات لكل فصل قبل يومين من موعد الزيارة على أقل تقدير وذلك لتجهيز ما يتطلبه معلم الفصل من مصادر وتجهيزات تحقق له أهداف زيارته للمركز وتوظيفه في العمل التربوي . 11- تنظيم عملية إعارة مصادر التعلم القابلة للإعارة ومتابعة المعار منها والمطالبة بإرجاعها في الموعد المحدد. 12- المحافظة على موجودات المركز والعناية بسلامة جميع أنواع مصادر التعلم ، والتوصية بتجليد كتبه وإصلاح ما يعطب من أجهزته ووسائله. 13-إجراء عملية الجرد السنوي وعمل المحاضر اللازمة لذلك. 14-إعداد تقرير سنوي عن المركز واحتياجاته وعرضه على لجنة مركز مصادر التعلم لمناقشته واعتماده، قبل إرساله إلى إدارة مركز التقنيات التربوية .















ثانياً :
( المهام الفنية )

1- معاونة المعلمين، والطلاب على اختيار مصادر التعلم المناسبة والأجهزة التعليمية اللازمة واستخدامها. 2- تقديم الخدمة المرجعية لرواد المركز وإرشادهم إلى المعلومات المطلوبة ، حسب مصادر التعلم المتاحة. 3- تشغيل أجهزة المركز والمحافظة على جاهزيتها. 4- العمل على إعداد الفهارس اللازمة لجميع أنواع مصادر التعلم المتوفرة في المركز والمدرسة (المختبر المدرسي ، قاعات التقنيات ، القاعات المخصصة للمواد ) والاستمرار في صيانتها والإضافة إليها وتعديلها حسب ما يستجد من مواد.
 يلاحظ أن قواعد الفهرسة المعتمدة هي الأنجلوأمريكية. 5- العمل على تصنيف مصادر التعلم حسب خطة التصنيف        (ديوي العشري). 6- تنظيم مصادر التعلم وترتيبها في أماكنها الصحيحة بما يسهل تناولها للاستخدام وإعادتها. 7- التقويم المستمر لمصادر التعلم بالتنسيق مع لجنة المركز والتوصية باستبعاد ما يرى عدم صلاحيته، إما لتقادمه أو لعدم مناسبته لأهداف المركز ووظائفه التعليمية والتربوية ورفع قائمة بالمصادر المستبعدة إلى إدارة مركز التقنيات التربوية . 8- العمل على تطوير مهاراته وتثقيف ذاته في مجال عمله، بمختلف الطرق والأساليب التي ترفع من كفاياته المهنية.
9- عمل قوائم ببليوجرافية لما يوجد في المركز من مصادر التعلم لها اتصال بالمناهج وإبلاغها المعلمين للاستفادة منها في إعداد الدروس وتوجيه التلاميذ أو الطلاب إلى الاستفادة منها والرجوع إليها.





 ثالثاً :
(المهام التربوية والتعليمية( 

1- التعاون مع المعلمين في توضيح أهداف المركز (أو المكتبة ) ورسالته ودوره في تنمية مهارات التعلم الذاتي، والتعلم التعاوني، والقراءة الواسعة الشاملة، من خلال زيارة الصفوف وعقد اللقاءات وإعداد النشرات، وما إلى ذلك. 2- مساعدة المعلمين في توجيه التلاميذ أو الطلاب إلى تلخيص ما يتوصلون إليه من مصادر التعلم المختلفة والتحدث به وعرضه أمام زملائهم، وتنمية ميولهم البحثية والاستكشافية. 3- إعطاء دروس تربوية وتعليمية لرواد المركز والتحضير لهذه الدروس كتابياً عن كيفية البحث عن المعلومات، وتزويد الطلاب بمهارات البحث والاستكشاف ومهارات الاستفادة من نظم المعلومات والتعلم الذاتي.
4- تقديم المشورة التربوية والفنية للمعلمين في الجوانب التربوية والتقنية لمركز مصادر التعلم.
5- مساعدة الطلاب في إجراء البحث العلمي.
6- إعداد برامج تدريبية للمعلمين على استخدام الأجهزة التعليمية، وتنفيذها.
7- الاشتراك مع الطلاب والمعلمين في إعداد مسابقات وبرامج ثقافية وعلمية.
8- تكوين جماعة مركز المصادر أو المكتبة وتفعيل نشاطاتها العلمية والثقافية. وأجعل لخيالك أن يضيف أكثر كلما كان ذلك في مصلحة تحقيق المركز لأهدافه التربوية بشكل عام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق